اليوم السادس
الشباب أمل الغد الواعد وقوّة المجتمعات الفاعلة وقلب شعب الله النابض بالحيويّة. تولي الكنيسة الشباب جلّ اهتمامها وتسعى إلى نقل كلمة الله والإيمان والرجاء إلى أعماقهم لتساعدهم على توجيه طاقتهم نحو الخير وبناء ملكوت الله.
في أيّامنا الحاضرة، كثُرت الإغراءات التي تصوّر الحياة للشباب وفق الاحتياجات الماديّة والنجاحات المجتمعيّة، وتحول دون مثابرتهم على الإصغاء إلى كلمة الله لتوجيه حياتهم نحو المسار الصحيح. ويؤكّد البعض على أنّ رهان المستقبل في الكنيسة قائمٌ في قدرتها على مخاطبة الشباب ولفت انتباهم إلى كلمة الله الحيّة. والمؤسسات الكنسيّة تستلهم الروح القدس لكي تشجع الشباب دومًا على المبادرة والمثابرة والبناء والمغامرة انطلاقًا من روح الإنجيل ومن الثبات في الإيمان بالمسيح. فلا ريب أنّ مشاركة الشباب في حياة الكنيسة وأنشطتها ومشاريعها مشاركةً فعّالةً وخلاّقة ينعش رجاءهم ورجاء سائر أبناء الشعب. أجل، إنّ التزام الشباب بالبشارة والشهادة هما رجاء الكنيسة في العالم ولا سيّما في الشرق الأوسط حيث هجرة الشباب تشكّل نزفًا حقيقيًّا للكنائس وللمجتمعات. والربّ يسوع المسيح القائم هو وحده القادر على تجديد قواهم لكي لا يستسلموا للخوف واليأس والإحباط فيرتفعون على الدوام بأجنحةٍ كالنسور ويسعون وراءه ويركضون ولا يكلّون.
أشعيا 40: 1-5
“عزُّوا، عزُّوا، شعبـي، يقولُ الرّبُّ إلهُكُم.
طيِّبوا قلبَ أورُشليمَ.
بَشِّروها بنِهايةِ أيّامِ تأديـبِها
وبالعَفوِ عمَّا ارتَكبَت مِنْ إثْمٍ
وبأنَّها وفَت للرّبِّ
ضِعفَينِ جَزاءَ خطاياها.
صوتُ صارِخٍ في البرِّيَّة:
هَيِّئوا طريقَ الرّبِّ
مهِّدوا في الباديةِ
دَربا قَويما لإلهِنا.
كُلُّ وادٍ يرتفِعُ.
كلُّ جبَلٍ وتلٍّ ينخَفِضُ.
يصيرُ المُعوَجُّ قَويما
ووَعرُ الأرضِ سَهلا،
فيَظهَرُ مجدُ الرّبِّ
ويراهُ جميعُ البشَرِ معا،
لأنَّ الرّبَّ تكلَّمَ.
أشعيا 40: 28-32
أما عَرَفتَ؟ أما سَمِعتَ
أنَّ الرّبَّ إلهٌ سرمَديٌّ
خَلَقَ الأرضَ بكامِلِها.
لا يتعَبُ ولا يكِلُّ أبدا
وفَهمُهُ يَعصَى على الإدراكِ؟
يمنَحُ المُتعَبَ قُوَّةً
ويَزيدُ فاقِدَ القُدرَةِ احتِمالا.
الفِتيانُ يكِلُّونَ ويَتعَبونَ
والشُّبانُ يَسقُطونَ مِنَ العَياءِ،
أمَّا الّذينَ يَرجُونَ الرّبَّ
فتَتَجَدَّدُ قِواهُم على الدَّوامِ
ويرتَفِعونَ بأجنِحةٍ كالنُّسورِ.
ولا يَتعَبونَ إذا ركضوا
ويَسيرونَ ولا يكِلُّونَ.
الله يعزّي شعبه ويعضده ويطيّب قلوب أبنائه ويصفح عنهم ويبشّرهم بنهاية الضيق… إنّه لا يتعب ولا يكلّ حافظ الشعب والساهر عليه. إنّه ينعش الرجاء عند الذين يرجونه من كلّ قلوبهم ويجدّد قواهم الشابّة على الدوام.
مزمور 121
1نشيدُ الحُجَّاجِ:
أرفَعُ عينَيَّ إلى الجبالِ،
إلى حيثُ يأتي عَوني.
2عَوني مِنْ عِندِ الرّبِّ،
خالقِ السَّماواتِ والأرضِ.
3لا يَدَعُ قَدَمَك تَزِلُّ.
لأنَّ حارسَكَ لا ينامُ.
4حارسُ إِسرائيلَ لا ينامُ.
حارسُ إِسرائيلَ لا ينعَسُ.
5الرّبُّ حارسٌ لكَ،
الرّبُّ ظِلٌّ عَنْ يَمينِكَ،
6فلا تُؤذيكَ شمسُ النَّهارِ،
ولا يُؤْذيكَ القمرُ في اللَّيلِ.
7يَحرُسُكَ الرّبُّ مِنْ كُلِّ سُوءٍ.
يَحرُسُ الرّبُّ نفْسَكَ.
8يَحرُسُها في رَواحِك ومَجيئِكَ.
مِنَ الآنَ وإلى الأبدِ.
روما 5: 2- 5 “وبِه دَخَلنا بالإيمانِ إلى هذِهِ النّعمَةِ التي نُقيمُ فيها ونَفْتَخِرُ على رَجاءِ المُشاركَةِ في مَجدِ اللهِ، بَلْ نَحنُ نَفتَخِرُ بِها في الشدائدِ لعِلمِنا أنّ الشِدّةَ تَلِدُ الصّبْرَ، والصّبرُ اَمتِحانٌ لنا، والامتِحانُ يَلِدُ الرّجاءَ، رَجاؤُنا لا يَخيبُ، لأنّ اللهَ سكَبَ مَحبّتَهُ في قُلوبِنا بالرّوحِ القُدُسِ الذي وهبَهُ لنا.”
روما 8: 14- 18 “والذينَ يَقودُهُم رُوحُ اللهِ هُمْ جميعًا أبناءُ اللهِ، لأنّ الرّوحَ الذي نِلتُموهُ لا يَستَعبِدُكُم ويَرُدّكُم إلى الخَوفِ، بل يَجعَلُكُم أبناءَ اللهِ وبِه نَصرُخُ إلى اللهِ: «أيّها الآبُ أبانا». ،هذا الرُّوحُ يَشْهَدُ معَ أَرواحنا أَنّنا أَبْناءُ اللهِ. وما دُمنا أبناءَ اللهِ، فنَحنُ الورَثَةُ: ورَثَةُ اللهِ وشُركاءُ المَسيحِ في الميراثِ، نُشارِكُه في آلامِهِ لِنُشارِكَهُ أيضًا في مَجِدِه.“
يؤكّد بولس الرسول في رسالته إلى أهل روما أنّ شدائد الزمن الحاضر وآلامه لا توازي مجد الله الممنوح لأبنائه الذين بقوّة الروح القدس، يتشدّد رجاؤهم ويقوى صبرهم وينمو إيمانهم. فالرجاء بقوّة كلمة الله يساعدهم على التغلّب على الخوف الذي فيهم وينعش رجاءهم بالوعد بالميراث الآتي.
كيف يتربّى الشباب في الكنيسة على الإصغاء لكلمة الله والتعمّق في مضمونها؟ كيف تسعى الكنيسة إلى تجديد رجاء الشباب من خلال تقديرها لهم وإشراكهم في حياتها وأنشطتها؟ كيف تنعش كلمة الله الرجاء في الشباب؟
