اليوم السابع
في أساس شركة الله والبشر عهدٌ يعد به كلٌّ من الفريقين بالأمانة والمحبّة. وفي حين يتخلّى الإنسان عن وعوده وينقض عهده، لا يني الله يجدّد عهده من خلال أمانته الثابتة ومحبّته الدائمة. إن عهد الربّ لا رجوع عنه على الرغم من خيانة البشر وقلّة أمانتهم. لا يتخلّى الله عن شعبه على الرغم من خطيئته، بل يغفر لهم ويخلّصهم ويجدّد عهده معهم.
في العهد الأوّل المقام مع الآباء قديمًا، كانت شريعة الربّ وكلمته تأتي من الخارج، بواسطة الأنبياء والمعلّمين.
هؤلاء كانوا بمثابة الساهرين على أمانة الشعب لكلمة الربّ والطاعة لوصاياه والثبات في محبّته. والكتاب المقدس ليس سوى تاريخ العهد وتأكيدٍ على أمانة الله من خلال التذكير بأفعال الشعب، حيث يصوّر لنا الكاتب (الكتّاب) كلّ انتصار انطلاقًا من الطاعة لكلمة الله، وكلّ انكسار وهزيمةٍ بمثابة عقابٍ لمخالفة شريعة الله ووصاياه.
في العهد الجديد، تجسّد كلمة الله وسكن بين أبناء شعبه. فأصبحت الكلمة جزءًا من الإنسان، مكتوبةً على قلبه وتسكن في داخله بقوّة الروح القدس الذي ناله بالعماد. لقد اكتمل العهد بالوسيط الوحيد يسوع المسيح، الذي به كلّمنا الله الآب في نهاية الزمن. هذا العهد ثبّته الله بدم الابن الوحيد إلى الأبد.
في كلّ يومٍ يُجدّد الله عهده مع شعبه بمحبّته. في كلّ يوم يُجدّد العهد رجاء الكنيسة، شعب الله الجديد، ويُرسل كلمته إلى قلوبنا. في كلّ يومٍ ينتطر الله أمانتنا ومحبّتنا وتجديد عهدنا معه.
إرميا 31: 31-34 «وستأتي أيّامٌ أُعاهِدُ فيها بَيتَ إِسرائيلَ وبَيتَ يَهوذا عَهدا جديدا لا كالعَهدِ الّذي عاهَدْتُهُ آباءَهُم يومَ أخَذْتُ بِأيديهِم وأخرَجْتُهُم مِنْ أَرضِ مِصْرَ، لأنَّهُم نَقَضوهُ معَ أنِّي عامَلْتُهُم بِالحُسْنى. أمَّا العَهدُ الجديدُ الّذي أُعاهِدُ بهِ بَيتَ إِسرائيلَ بَعدَ تِلكَ الأيّامِ، فهوَ هذا: أجعَلُ شَريعَتي في ضَمائِرِهِم وأكتُبُها على قلوبِهِم وأكونُ لهُم إلها وهُم يكونونَ لي شعبا. فلا يُعَلِّمُ بَعدُ واحدهُمُ الآخَرَ، والأخُ أخاهُ، أنْ يَعرِفَ الرّبَّ. فجميعُهُم مِنْ صغيرِهِم إلى كبـيرِهِم سَيَعرِفونني، لأنِّي سأغفِرُ ذُنوبَهُم ولن أذكُرَ خطاياهُم مِنْ بَعدُ».
أقام الله عهده مع الشعب الذي اختاره منذ أيام إبراهيم. وقد نقض الشعب هذا العهد وخالف الوصايا وابتعد عن الله. لكنّ الله عاهده عهدًا جديدًا، وأقام شريعته في قلوب أبناء الشعب لا على ألواح من حجرٍ أو من خشب. الله يغفر لشعبه على الدوام بسبب فيض محبّته اللامتناهية.
مزمور 19: 1-11
1لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. مزمورٌ لِداوُدَ:
2السَّماواتُ تَنطِقُ بِمَجدِ اللهِ
والفَلَكُ يُخبِرُ بِــعَمَلِ يَدَيهِ.
3فَيُعلِنُهُ النَّهارُ لِلنَّهارِ،
واللَّيلُ يُخبِرُ بِهِ اللَّيلَ
4بِــغيرِ قولٍ ولا كلامٍ
ولا صوتٍ يسمَعُهُ أحدٌ.
5في الأرضِ كُلِّها بانَ مُقامُها،
وفي أقاصي الدُّنيا زَمانُها.
للشَّمسِ أُقيمَ مَسكِنٌ فيها
6تُطِلُّ مِنهُ كالعروسِ مِنْ خِدْرِها،
وتبتَهِـجُ كالجَوزاءِ بِقَطْعِ شَوطِها.
7مِنْ أقصَى السَّماءِ شُروقُها
وإلى أقاصيها دَوَرانُها،
ولا شيءَ يستَتِرُ عَنْ حَرِّها.
8شريعةُ الرّبِّ كاملةٌ تُنعِشُ النَّفْسَ،
وفَرائضُهُ حَقٌّ تجعَلُ الغبـيَّ حكيما.
9أمرُ الرّبِّ مُستَقيمٌ يُفرِّحُ القلبَ،
ووصيَّتُهُ صالِحةٌ تُنيرُ العيونَ.
10كلامُ الرّبِّ طاهرٌ ثابِتٌ إلى الأبدِ،
وأحكامُهُ حَقُّ وصِدْقٌ وَحدَها،
11أشهَى مِنَ الذَّهبِ والإبريزِ الكثيرِ،
وأحلى مِنَ العسَلِ وقطْرِ الشِّهادِ.
عبرانيين 8: 6-13
“ولكِنّ المَسيحَ نالَ خِدمَةً أفضَلَ مِنَ التي قَبْلَها بِمِقدارِ ما هوَ وسيطٌ لعَهدٍ أفضَلَ مِنَ العَهدِ الأوّلِ، لأنّهُ قامَ على أساسِ وُعودٍ أفضَلَ مِنْ تِلكَ. 7فلَو كانَ العَهدُ الأوّلُ لا عيبَ فيهِ، لما دَعَتِ الحاجَةُ إلى عَهدٍ آخَرَ. واللهُ يَلومُ شعبَهُ بِقَولِهِ:
«يَقولُ الربّ: ها هِيَ أيّامٌ تَجيءُ
أقطَعُ فيها لِبَني إِسرائيلَ
ولِبَني يَهوذا عَهدًا جَديدًا،
لا كالعَهدِ الذي جَعَلتُهُ لآبائِهِم يومَ
أخَذتُ بِـيَدِهِم لأُخرِجَهُم مِنْ أرضِ مِصْرَ،
فما ثَبَتوا على عَهدي.
لذلِكَ أهمَلتُهُم أنا الرّبّ.
وهذا هوَ العَهدُ الذي أُعاهِدُ علَيهِ بَني إِسرائيلَ
في الأيّامِ الآتيَةِ، يَقولُ الرّبّ:
سأجعَلُ شرائعي في عُقولِهِم وأكتُبُها في قُلوبِهِم،
فأكونُ لهُم إلهًا ويكونونَ لي شَعبًا.
فلا أحدَ يُعَلّمُ اَبنَ شعبِهِ
ولا أخاهُ فيَقولُ لَه: إعرِفِ الرّبّ،
لأنّهُم سيَعرِفوني كُلّهُم
مِنْ صَغيرِهِم إلى كَبـيرِهِم،
فأصفَحُ عَنْ ذُنوبِهِم
ولَنْ أذكُرَ خَطاياهُم مِنْ بَعدُ».
واللهُ بِكلامِهِ على «عَهدٍ جديدٍ» جعَلَ العَهدَ الأوّلَ قديمًا، وكُلّ شيءٍ عَتَقَ وشاخَ يَقتَرِبُ مِنَ الزّوالِ.”
يذكّر بولس الرسول بتجديد عهد الله لشعبه بعد كلّ سقوط ونقضٍ للشريعة. ولكنّه يؤكّد أنّ العهد الجديد الذي لا يُنقض هو العهد بدم المسيح الوسيط الوحيد. إنّه عهدٌ أبديٌّ وشركةٌ تامّة.
كيف تصغي إلى كلمة الله؟ كيف تكشف لك إرادته الصالحة؟ كيف تؤمن بالمسيح الكلمة؟