اليوم الأول
إلهنا ألهٌ حيّ! إنّه إله الشركة والمحبّة التي لا تعرف حدودًا. هو في صلةٍ مع الإنسان الذي خلقه وأراد أن يُشركه في حياته الإلهيّة. لذلك لا يزال الله يكلّم شعبه وكلمته مبعث حياةٍ ورجاءٍ متجدّد. كلمة الله هي اعتلان للشركة. فبالكلمة خلق الله العالم والإنسان. الكلمة عنده فعل خلقٍ ومحبّة. وبالكلمة قاد الشعب من خلال الشريعة والأنبياء. الكلمة نورٌ للسبيل وهدايةٌ على دروب الحياة.
حياة المؤمن تقوم على كلمة الله التي تهديه السبيل القويم وتجعله في صلةٍ روحيّة مع الله الحيّ. وبقوّة الروح القدس، تبقى هذه الكلمة حيّة، تهدينا إلى إرادة الله وتؤهّلنا لتحقيقها من أجل حياة العالم. لذلك تعتبر المسيحيّة أنّ المسيح لا يزال يُخاطب العالم وأنّ كلمته لا تزال قادرة على تغييره وتحويله إلى ملكوت الله. إن بشرى الإنجيل الصالحة هي شريعة المحبّة الجديدة التي تحثّنا على الطاعة لكلمة الله.
(إرميا 17: 7-8؛ و29: 11-14)
“مُبارَكٌ مَنْ يَحتَمي بِالرّبِّ ويَجعَلُ الرّبَّ مَأْمَنا لَه، فيكونُ كشجَرَةٍ مَغروسةٍ على المياهِ، وعِندَ النَّهرِ تَمُدُّ جُذورَها. لا تَرى الحَرَّ إذا أقبَلَ، بل يَبقى ورَقُها أخضَرَ. وفي سنَةِ القَحْطِ لا تَخافُ ولا تَكُفُّ عَنِ الإثمارِ.” (إرميا 17: 7-8)
“أنا أعرِفُ ما نَوَيتُ لكُم مِنْ خَيرٍ لا مِنْ شَرٍّ، فيكونُ لكُمُ الغَدُ الّذي تَرجونَ. فتَدعونَني وتَجيئونَ وتُصَلُّونَ إليَّ فأستَمِع لكُم، وتَطلُبونَني فتَجِدونَني إذا طلَبتُموني بِكُلِّ قُلوبِكُم. وأُوجَدُ بَينَكُم وأُعيدُ لكُم أمجادَكُم وأجمَعُكُم مِنْ بَينِ كُلِّ الأُمَمِ ومِنْ جميعِ المَواضعِ الّتي طَرَدْتُكُم إليها، وأُعيدُكُم إلى المَوضعِ الّذي سَبَيتُكُم مِنهُ.” (إرميا 29: 11-14)
- إنّ غد الإنسانيّة هو في تدبير الله الذي يضمن لها الوحدة والأمجاد. الإصغاء لكلمة الله والاتكال على تدبيره مثل ارتواء الشجرة من الماء. كذلك نتيجة الإصغاء لكلمة الله هي في التجذّر والنموّ في الحياة والإثمار. من اتّبع مشورة الله أثمر ثمرًا كثيرً. ومن ثمارهم تعرفونهم، يقول الربّ.
مزمور 89
1قصيدةٌ لأيثانَ الأزراحيِّ:
2بِرحمةِ الرّبِّ أُنشِدُ إلى الأبدِ،
وإلى جيلٍ فَجيلٍ أُذيعُ أمانَتَكَ.
3أقولُ: «إلى الأبدِ تُبنَى رحمتُكَ،
وفي السَّماواتِ تـثبُتُ أمانَتُكَ.
4أمَا قُلتَ: عاهدْتُ الّذي اختَرتُهُ،
حَلَفتُ لِداوُدَ عبدي:
5إلى الأبدِ أُثَبِّتُ نَسلَكَ،
وإلى جيلٍ فَجيلٍ أبني عرشَكَ».
6السَّماواتُ تَحمَدُ عَجائِبَكَ يا ربُّ
وأمانَتَكَ في جماعةِ القِدِّيسينَ.
7فَمَنْ فَوقَ الغُيوم يُزاحِمُ الرّبَّ،
أو يُشبِهُ الرّبَّ بَينَ أبناءِ الآلِهةِ؟
8اللهُ مَهيـبٌ في مَجلسِ القِدِّيسينَ،
عظيمٌ ورَهيـبٌ عِندَ الّذينَ حَولَهُ.
9أيُّها الرّبُّ القديرُ مَنْ مِثلُكَ؟
ربٌّ قويٌّ أنتَ وأمانَتُكَ تُحيطُكَ.
10لكَ سُلطانٌ على هَيجانِ البحرِ،
فَتُهَدِّئُ أمواجَهُ عِندَ ارتِفاعِها.
11بِطَعْنَةٍ واحدةٍ قَتَلتَ رَهَبَ،
وبِقوَّةِ ذِراعِكَ فرَّقْتَ أعداءَكَ.
12لكَ السَّماواتُ والأرضُ جميعا،
والكونُ وما فيهِ أنتَ أسَّستَهُ.
13أنتَ خَلَقْتَ الشِّمالَ والجَنوبَ،
ولاسمِكَ يُرنِّمُ تابورُ وحَرَمونُ.
14لكَ ذِراعٌ كُلُّها جَبَروتٌ.
تَعُزُّ يَدُكَ وتعلو يَمينُكَ.
15الحُكْمُ بالعَدلِ قاعِدةُ عرشِكَ،
والرَّحمةُ والحَقُّ قُدَّامَ وجهِكَ.
16هَنيئا لشعبٍ يعرِفونَ الهُتافَ لكَ،
فبِنورِ وجهِكَ يا ربُّ يسلُكونَ.
17باسْمِكَ يـبتَهِجونَ نهارا وليلا،
وبِــعَدلِكَ يرفعونَ آياتِ الحَمدِ.
18أنتَ يا ربُّ يَنبوعُ عِزَّتِهِم،
وبرِضاكَ يرتَفِـعُ شأنُنا.
19الرّبُّ هوَ تُرْسُنا،
قدُّوسُ إِسرائيلَ مَلِكُنا.
20يومَ كلَّمْتَ تقيَّكَ في رُؤْيا
قُلتَ لَه: «نَصَرْتُكَ أيُّها الجَبَّارُ.
اختَرتُكَ ورفَعتُكَ مِنَ الشَّعبِ.
21وجَدْتُ داوُدَ عبدي،
وبِزَيتي المُقدَّسِ مَسَحتُهُ.
22معَهُ تكونُ يَدي،
وذِراعي تُؤيِّدُهُ.
23لا يَغلِبُهُ عَدُوٌّ،
ولا يَقهَرُهُ جائِرٌ.
24أُحَطِّمُ خُصومَهُ مِنْ أمامِهِ
وأضرِبُ الّذين يُبغِضونَهُ.
25أمانتي ورحمتي معَهُ،
وباسمي يرتفعُ شأنُهُ.
26على البحرِ أُسَلِّطُ يدَهُ،
وعلى الأنهارِ يَمينَهُ.
27يُناديني أنتَ أبـي
وإلهي وصخرةُ خلاصي،
28وأنا أجعَلُهُ بِكْري،
عليا فَوقَ مُلوكِ الأرضِ
29إلى الأبدِ أحفَظُ لَه رحمَتي،
ويـبقى عَهدي أمينا لهُ.
30أجعَلُ نسلَهُ إلى الأبدِ،
وعرشَهُ ما دامتِ السَّماءُ.
31إنِ ابْتَعَدَ بَنوهُ عَنْ شريعَتي
ولم يسلُكوا في أحكامي،
32وإنْ أخلُّوا بِفرائضي،
ولم يَحرَصوا على وصايايَ،
33أُعاقِبُ مَعصيتَهُم بالعصا،
وبالضَّرَباتِ آثامَهُم،
34لكنِّي لا أحرِمُهُ رحمَتي،
ولا أخونُ أبدا أمانتي،
35لا أُخِلُّ بِــعَهدي لهُ،
ولا أغيِّرُ كَلامي.
36مَرَّةً حَلَفْتُ بِقداسَتي،
ولا أكذِبُ على داوُدَ.
37نسلُهُ يكونُ إلى الأبدِ،
وعرشُهُ كالشَّمسِ أمامي.
38مِثلَ القمرِ يثبُتُ على الدَّوامِ،
ويـبقى في الفضاءِ آمِنا».
39لكِنَّكَ خذَلْتَ المَلِكَ الّذي مَسَحْتَهُ
ورَفَضْتَهُ مِنْ غَيظِكَ علَيهِ.
40أنكَرْتَ عَهدَكَ لِعبدِكَ
ومَرَّغْتَ تاجَهُ في التُّرابِ.
41هَدْمتَ أسوارَهُ كُلَّها
وجعَلْتَ حُصونَهُ خَرابا.
42سَلَبَهُ كُلُّ عابِري الطَّريقِ،
وصارَ عارا لِجيرانِهِ.
43أعلَيتَ يَمينَ خُصُومِهِ
وفَرَّحْتَ كُلَّ أعادِيهِ.
44رَدَدْتَ حَدَّ سَيفِهِ
وما نَصَرْتَهُ في القِتالِ.
45كسَرتَ صَولجانَ مَجدِهِ،
وألقَيتَ عرشَهُ إلى الأرضِ.
46قَصَّرْتَ أيّامَ شَبابِهِ
وغَطَّيتَهُ بالخِزْيِ.
47إلى متى يا ربُّ تَحتَجِبُ،
وتَتَّقِدُ كالنَّارِ حِدَّةُ غضَبِكَ؟
48أُذكُرْ كيفَ أنا زائِلٌ،
ألِلباطِلِ خَلَقْتَ بَني آدمَ؟
49أيحيا الإنسانُ ولا يَرى الموتَ؟
أيُنجِّي نفْسَهُ مِنْ يَدِ الهاويةِ؟
50أينَ مَراحِمُكَ القديمةُ يا ربُّ
حَلَفْتَ لِداوُدَ مِنْ أجلِها بِأمانةٍ.
51أُذكُرْ يا ربُّ عارَ عبـيدِكَ
وما احتَمَلوهُ مِنْ شُعوبٍ كثيرينَ.
52بهِ يُعَيِّرُ أعداؤُكَ يا ربُّ،
يُعَيِّرونَ نَسلَ المَلِكِ الّذي مسحْتَهُ.
53تَبارَكَ الرّبُّ إلى الأبدِ.
آمينَ ثُمَّ آمينَ.
من إنجيل ربّنا يسوع المسيح للقديس متّى (13، 3-8) “فكلّمَهُم بأمثالٍ على أُمورٍ كثيرةٍ قالَ: «خرَجَ الزّارِعُ ليزرَعَ. وبَينَما هوَ يَزرَعُ، وقَعَ بَعضُ الحَبّ على جانِبِ الطّريقِ، فجاءَتِ الطّيورُ وأكَلَتْهُ. ووقَعَ بَعضُهُ على أرضٍ صَخْريّةٍ قليلةِ التّرابِ، فنَبَتَ في الحالِ لأنّ تُرابَهُ كانَ بِلا عُمقٍ. فلمّا أشرَقَتِ الشّمسُ اَحتَرَقَ وكانَ بِلا جُذورٍ فيَبِسَ. ووقَعَ بعضُهُ على الشّوكِ، فطَلَعَ الشّوكُ وخَنقَهُ. ومِنهُ ما وقَعَ على أرضٍ طيّبةٍ، فأعطى بَعضُهُ مِئةً، وبَعضُهُ سِتّينَ، وبَعضُهُ ثلاثينَ.”
- كلمة الله تثمر رجاءً في حياتنا إن نحن تجاوبنا مع هذه الكلمة وكنّا أرضًا صالحة لنشر الملكوت. فما هي طبيعة أرضي؟ ما هو جوهر قلبي؟ ما هي حقيقة إيماني بكلمة الله؟ الرجاء هو في ثمار الملكوت. فما هو مقدار ثماري بالروح ؟
Amen🙏