directory, signposts, hope

عهد الله منطلق الرجاء

اليوم الثاني

منذ البدء عرف الإنسان أنّ طبيعته محدودةٌ وأنّه غير قادر على الخلاص بذاته، ولا سيّما بعد سقطة الخطيئة. إزاء الضيقات وأمام الموت، يُدرك الإنسان حدود طبيعته أكثر فأكثر وتراه يبحث عن الحلّ. في تاريخ شعب الله الطويل، أعاد عهد الله مع شعبه الرجاء بالخلاص وبالحياة. من كلمة الله ينطلق الرجاء الواعد بالغد وبمستقبلٍ أفضل.

تاريخ شعبنا يمرّ اليوم بأقسى الظروف والضيقات وهو بحاجة إلى من يزكي فيه الرجاء ويعيد إليه الأمل. ونحن مدعوّون اليوم إلى السعي بشتّى الوسائل لمساعدة شعبنا على تخطّي كلّ المحن وإلى الوقوف متضامنين متراصّين في خدمة بعضنا البعض. لكن كلمة الله وعهد محبته هما أساس الرجاء الثابت. الله يسكن بيننا ولا يتخلّى عنّا.

 

حزقيال 37: 21-28 “وقُلْ لهُم: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرّبُّ: سآخُذُ بَني إِسرائيلَ مِنْ بَينِ الأمَمِ الّذينَ ذهبوا إليهِم، وأجمعُهُم مِنْ كُلِّ جهةٍ وأجيءُ بهِم إلى أرضِهِم، وأجعَلُهُم شعبا واحدا في الأرضِ، في جِبالِ إِسرائيلَ، وأُقيمُ علَيهِم مَلِكا واحدا، ولا يكونونَ مِنْ بَعدُ شعبَينِ ولا يَحكُمُهما مَلِكانِ، ولا يتنجَّسونَ مِنْ بَعدُ بأصنامِهِمِ الرَّجسَةِ وجميعِ معاصيهِم، وأُخلِّصهُمُ مِنْ جميعِ معاصيهِمِ الّتي بِها خَطِئوا إليَّ‌ وأُطهِّرُهُم فيكونونَ لي شعبا وأكونُ لهُم إلها. ورجُلٌ كعبدي داوُدَ‌ يكونُ مَلِكا علَيهِم، وراعٍ واحدٌ يكونُ لهُم جميعا، ويسلُكونَ في أحكامي ويحفظونَ فرائضي ويعمَلونَ بِها. والأرضُ الّتي أعطيتُها لعبدي يَعقوبَ وسكنَ فيها آباؤُهُم يسكُنونَ فيها هُم وبَنوهُم وبَنو بَنيهِم إلى الأبدِ، ومَلكٌ كعبدي داوُدَ يكونُ رئيسا لهُم مَدى الدَّهرِ. وأعاهِدُهُم عَهدَ سلامٍ أبديٍّ يكونُ معَهُم. وأُثبِّتُهُم وأُكثِّرُهُم وأجعَلُ هَيكلي في وسَطِهِم إلى الأبدِ، ويكونُ مَسكَني معَهُم وأكونُ إلهَهُم ويكونونَ لي شعبا. فتَعلمُ الأمَمُ أنِّي أنا هوَ الرّبُّ الّذي يُقدِّسُ إِسرائيلَ حينَ يكونُ هَيكلي في وسَطِهِم إلى الأبدِ”.

  • قام عهد الله على الوعد بلمّ شمل الشعب المشتّت والمنقسم لأنّه اختاره وهو إلهه وهم شعبه. الله يسكن وسط شعبه بكلمة العهد (لوحي الوصايا) وبالروح القدس. كلمة الله بالعهد منطلق الرجاء وسكنى الله وسط شعبه هي ضمانته.

المزمور 89    تذكير بعهد الله وأمانته

أين صارت مواعيد الرب لداوُد

1قصيدةٌ‌ لأيثانَ‌ الأزراحيِّ‌:

2بِرحمةِ الرّبِّ أُنشِدُ إلى الأبدِ،

وإلى جيلٍ فَجيلٍ أُذيعُ أمانَتَكَ.

3أقولُ: «إلى الأبدِ تُبنَى رحمتُكَ،

وفي السَّماواتِ تـثبُتُ أمانَتُكَ.

4أمَا قُلتَ: عاهدْتُ الّذي ا‏ختَرتُهُ،

حَلَفتُ لِداوُدَ عبدي:

5إلى الأبدِ أُثَبِّتُ نَسلَكَ،

وإلى جيلٍ فَجيلٍ أبني عرشَكَ‌».

6السَّماواتُ تَحمَدُ عَجائِبَكَ يا ربُّ

وأمانَتَكَ في جماعةِ القِدِّيسينَ.

7فَمَنْ فَوقَ الغُيوم يُزاحِمُ الرّبَّ،

أو يُشبِهُ الرّبَّ بَينَ أبناءِ الآلِهةِ؟

8اللهُ مَهيـبٌ في مَجلسِ القِدِّيسينَ،

عظيمٌ ورَهيـبٌ عِندَ الّذينَ حَولَهُ.

9أيُّها الرّبُّ القديرُ مَنْ مِثلُكَ؟

ربٌّ قويٌّ أنتَ وأمانَتُكَ تُحيطُكَ.

10لكَ سُلطانٌ على هَيجانِ البحرِ،

فَتُهَدِّئُ أمواجَهُ عِندَ ا‏رتِفاعِها.

11بِطَعْنَةٍ واحدةٍ قَتَلتَ رَهَبَ‌،

وبِقوَّةِ ذِراعِكَ فرَّقْتَ أعداءَكَ.

12لكَ السَّماواتُ والأرضُ جميعا،

والكونُ وما فيهِ أنتَ أسَّستَهُ.

13أنتَ خَلَقْتَ الشِّمالَ والجَنوبَ،

ولا‏سمِكَ يُرنِّمُ تابورُ وحَرَمونُ‌.

14لكَ ذِراعٌ كُلُّها جَبَروتٌ.

تَعُزُّ يَدُكَ وتعلو يَمينُكَ‌.

15الحُكْمُ بالعَدلِ قاعِدةُ عرشِكَ،

والرَّحمةُ والحَقُّ قُدَّامَ وجهِكَ.

16هَنيئا لشعبٍ يعرِفونَ الهُتافَ لكَ،

فبِنورِ وجهِكَ يا ربُّ يسلُكونَ.

17با‏سْمِكَ يـبتَهِجونَ نهارا وليلا،

وبِــعَدلِكَ يرفعونَ آياتِ الحَمدِ.

18أنتَ يا ربُّ يَنبوعُ عِزَّتِهِم،

وبرِضاكَ يرتَفِـعُ شأنُنا‌.

19الرّبُّ هوَ تُرْسُنا‌،

قدُّوسُ إِسرائيلَ مَلِكُنا.

20يومَ كلَّمْتَ تقيَّكَ في رُؤْيا

قُلتَ لَه: «نَصَرْتُكَ أيُّها الجَبَّارُ.

ا‏ختَرتُكَ‌ ورفَعتُكَ مِنَ الشَّعبِ.

21وجَدْتُ داوُدَ عبدي،

وبِزَيتي المُقدَّسِ مَسَحتُهُ‌.

22معَهُ تكونُ يَدي،

وذِراعي تُؤيِّدُهُ.

23لا يَغلِبُهُ عَدُوٌّ،

ولا يَقهَرُهُ جائِرٌ.

24أُحَطِّمُ خُصومَهُ مِنْ أمامِهِ

وأضرِبُ الّذين يُبغِضونَهُ.

25أمانتي ورحمتي معَهُ،

وبا‏سمي يرتفعُ شأنُهُ.

26على البحرِ أُسَلِّطُ يدَهُ،

وعلى الأنهارِ يَمينَهُ.

27يُناديني أنتَ أبـي

وإلهي وصخرةُ خلاصي،

28وأنا أجعَلُهُ بِكْري،

عليا فَوقَ مُلوكِ الأرضِ‌

29إلى الأبدِ أحفَظُ لَه رحمَتي،

ويـبقى عَهدي أمينا لهُ.

30أجعَلُ نسلَهُ إلى الأبدِ،

وعرشَهُ ما دامتِ السَّماءُ.

31إنِ ا‏بْتَعَدَ بَنوهُ عَنْ شريعَتي

ولم يسلُكوا في أحكامي،

32وإنْ أخلُّوا بِفرائضي،

ولم يَحرَصوا على وصايايَ،

33أُعاقِبُ مَعصيتَهُم بالعصا،

وبالضَّرَباتِ آثامَهُم،

34لكنِّي لا أحرِمُهُ رحمَتي،

ولا أخونُ أبدا أمانتي،

35لا أُخِلُّ بِــعَهدي لهُ،

ولا أغيِّرُ كَلامي.

36مَرَّةً حَلَفْتُ بِقداسَتي،

ولا أكذِبُ على داوُدَ.

37نسلُهُ يكونُ إلى الأبدِ،

وعرشُهُ كالشَّمسِ أمامي.

38مِثلَ القمرِ يثبُتُ على الدَّوامِ،

ويـبقى في الفضاءِ آمِنا».

39لكِنَّكَ خذَلْتَ المَلِكَ الّذي مَسَحْتَهُ

ورَفَضْتَهُ مِنْ غَيظِكَ علَيهِ.

40أنكَرْتَ عَهدَكَ لِعبدِكَ

ومَرَّغْتَ تاجَهُ في التُّرابِ.

41هَدْمتَ أسوارَهُ كُلَّها

وجعَلْتَ حُصونَهُ خَرابا.

42سَلَبَهُ كُلُّ عابِري الطَّريقِ،

وصارَ عارا لِجيرانِهِ.

43أعلَيتَ يَمينَ خُصُومِهِ

وفَرَّحْتَ كُلَّ أعادِيهِ.

44رَدَدْتَ حَدَّ سَيفِهِ‌

وما نَصَرْتَهُ في القِتالِ.

45كسَرتَ صَولجانَ مَجدِهِ‌،

وألقَيتَ عرشَهُ إلى الأرضِ.

46قَصَّرْتَ أيّامَ شَبابِهِ

وغَطَّيتَهُ بالخِزْيِ.

47إلى متى يا ربُّ تَحتَجِبُ،

وتَتَّقِدُ كالنَّارِ حِدَّةُ غضَبِكَ؟

48أُذكُرْ كيفَ أنا زائِلٌ،

ألِلباطِلِ خَلَقْتَ بَني آدمَ؟

49أيحيا الإنسانُ ولا يَرى الموتَ؟

أيُنجِّي نفْسَهُ مِنْ يَدِ الهاويةِ؟

50أينَ مَراحِمُكَ القديمةُ يا ربُّ

حَلَفْتَ لِداوُدَ مِنْ أجلِها بِأمانةٍ.

51أُذكُرْ يا ربُّ عارَ عبـيدِكَ‌

وما ا‏حتَمَلوهُ مِنْ شُعوبٍ كثيرينَ.

52بهِ يُعَيِّرُ أعداؤُكَ يا ربُّ،

يُعَيِّرونَ نَسلَ المَلِكِ الّذي مسحْتَهُ.

53تَبارَكَ الرّبُّ إلى الأبدِ.

آمينَ ثُمَّ آمينَ‌.


رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس 2، 11-18 فاَذكُروا أنتُمُ الذينَ كانوا غَيرَ يَهودٍ في أصلِهِم، أنّ اليَهودَ الذينَ يَعتَبِرونَ أنفُسَهُم أهلَ الخِتانِ بِفِعلِ الأيدي في الجَسَدِ لا يَعتَبِرونَكُم مِنْ أهلِ الخِتانِ. واَذكُروا أنّكُم كُنتُم فيما مَضى مِنْ دُونِ المَسيحِ، بَعيدينَ عَنْ رَعِيّةِ إِسرائيلَ، غُرَباءَ عَنْ عُهودِ اللهِ ووَعدِهِ، لا رجاءَ لكُم ولا إِلهَ في هذا العالَمِ. أمّا الآنَ، فَفي المَسيحِ يَسوعَ صِرتُم قَريبـينَ بِدَمِ المَسيحِ بَعدَما كُنتُم بَعيدينَ. فالمَسيحُ هوَ سلامُنا، جعَلَ اليَهودَ وغَيرَ اليَهودِ شَعبًا واحدًا وهدَمَ الحاجِزَ الذي يَفصِلُ بَينَهُما، أيِ العَداوَةَ، وألغى بِجَسَدِهِ شَريعَةَ موسى بأحكامِها ووَصاياها لِـيَخلُقَ في شَخصِهِ مِنْ هاتَينِ الجَماعتَينِ، بَعدَما أحَلّ السّلامَ بَينَهُما، إنسانًا واحدًا جَديدًا ويُصْلِـحَ بَينَهُما وبَينَ اللهِ بِصَليبِهِ، فقَضى على العَداوةِ وجعَلَهُما جسَدًا واحدًا. جاءَ وبَشّرَكُم بالسّلامِ أنتُمُ الذينَ كُنتُم بعيدينَ، كما بَشّرَ بالسّلامِ الذينَ كانوا قَريبـينَ، لأنّ لنا بِه جميعًا سَبـيلَ الوُصولِ إلى الآبِ في الرّوحِ الواحِدِ.

 

المسيح كلمة الله، كلمة الحياة، أقام العهد الجديد بدمه إذ ليس من حبٍّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه ونحن أحبّاء المسيح. غاية التجسّد هي الخلاص والمصالحة التامّة بين الله والإنسان. ها هو وعد الله بالخلاص يتحقّق وها هو العهد قد تمّ على الصليب. لقد بلغ بنا المسيح إلى ملء الرجاء عندما أدخلنا في سرّ الخلاص وأعادنا إلى الشركة في سرّ الثالوث.

فكيف نقبل الخلاص في حياتنا؟  كيف نحيا وفق عهد الله على الرغم من الضيقات؟

Author

2 thoughts on “عهد الله منطلق الرجاء”

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

For security, use of CloudFlare's Turnstile service is required which is subject to the CloudFlare Privacy Policy and Terms of Use.