insurance, family, protection

رعاية الله لشعبة تحيي الرجاء وتثبّته

اليوم الثالث

يسهر الله على شعبه سهر الأب على أبنائه. لم يجد الرب يسوع أجمل من صورة الأب الحنون ليعبّر لنا عن حقيقة الآب في رعايته لشعبه وعلاقة الشركة معه. الأب يُعطي الحياة ويسهر عليها وهو مستعدٌّ أن يبذل نفسه عن أبنائه. وكما يعيش هؤلاء في كنف الأب وحمايته فتتبدّد مخاوفهم ويشعرون بالأمان ويتطلّعون إلى مستقبلٍ أفضل، كذلك أبناء الشعب، المؤمنون، يعيشون في حماية الرب وفي كنف الآب السماويّ الذي تبنّاهم بالابن الوحيد وجعلهم أبناء الملكوت. ومهما اشتدّت الضيقات، يستذكر أبناء الشعب خلاص الله عبر تاريخهم وسيره معهم فتزول مخاوفهم ويتثبّت رجاؤهم ويتابعون السير وراء الربّ، مستنيرين بشريعته ومطمئنين إلى محبّته… هؤلاء الله رجاؤهم والله غدهم ومستقبل أبنائهم. وعلى هذا الرجاء يعيشون ويناضلون في هذا العالم مخلصين لكلمة الله. يصغون بانتباهٍ إلى ما يقوله الربّ اليوم في ظروف حياتهم الخاصّة، فيجدون فيها إرادته ويسعون إلى تحقيقها.

هوشع 11، 1-4 “يومَ كانَ إِسرائيلُ فَتًى أحبَبْتُهُ، ومِنْ مِصْرَ دعوتُ ا‏بْني‌. كُلَّما دعوتُه هربَ مِنْ وجهي‌. ذبَحَ بَنو أفرايم‌ لِلبَعلِ وبَخَّروا لِلأصنامِ، وأنا الّذي عَلَّمَهُمُ المَشْيَ وحمَلَهُم على ذِراعِهِ، لكنَّهُم لم يَعتَرِفوا أنِّي أنا أصلَحتُ حالَهُم. جذَبتُهُم إليَّ بِـحبالِ الرَّحمةِ ورَوابِطِ المحبَّةِ، وكُنتُ لهُم كأبٍ يرفعُ طِفْلا على ذِراعِهِ‌ ويَحنو علَيهِم ويُطعِمُهُم.”

هوشع 8-11 “كيفَ أتَخَلَّى عَنكُم يا بَيتَ أفرايمَ؟ كيفَ أهجُرُكُم يا بَني إِسرائيلَ؟ أأجعَلُكُم مِثلَ أدْمةَ وأعامِلُكُم مِثلَ صَبويـيمَ‌؟ قلبـي يَضطَرِبُ في صَدْري، وكُلُّ مَراحِمي تَتَّقِدُ. لن أُعاقِبَكُم في شِدَّةِ غضَبـي، فأُدَمِّرَكُم بَعدُ يا بَني أفرايمَ، لأنِّي أنا اللهُ لا إنسانٌ، وقُدُّوسٌ بَينَكُم فلا أعودُ أغضَبُ علَيكُم يَسيرونَ وَراءَ الرّبِّ وهوَ يَزأرُ كالأسدِ. يَزأرُ فيُسرِعُ البَنونَ إليَّ مِنْ جِهةِ البحرِ. مِنْ مِصْرَ يُسرِعونَ إليَّ كالعصافيرِ، ومِنْ أرضِ أشُّورَ كالحمامِ، فأُعيدُهُم إلى بُيوتِهِم، أنا الرّبُّ.

 

لا يكتفي الله بخلق شعبه واختياره بل يواصل العناية به ورعايته على مدى الزمن. إنّه يجذبه بحبال البشر، بربط المحبّة ويرفع عن أعناقهم النير. يسير معهم في أوقات ويسهر عليهم حتّى يسيروا وراءه، ويعيدهم من أرض غربتهم ويقيمهم في أرضهم ويسكنهم في بيوتهم.

المزمور 70 (71)

أسرع يا الله إلى نجدتي

1لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. لِداوُدَ. لِلتَّذكِيرِ‌:

2أسرِعْ يا اللهُ إلى نَجدَتي.

أسرِعْ يا ربُّ إلى نُصرَتي.

3الخِزْيُ والعارُ لِمَنْ يطلُبُ حياتي

وليَنهزِمْ هَوانا مَنْ يُريدُ الشَّرَّ لي.

4لِـيَرْتَدَّ على أعقابِهِم خِزْيا

القائِلونَ لي: «هَه! هَه

5فيَنشَرِحَ صَدرُ كُلِّ مَنْ يطلُبُكَ

ويَفرَحَ بكَ كُلُّ مَنْ يُحِبُّ خلاصَكَ

ويَهتِفَ دَوما ما أعظَمَ الرّبَّ.

6أنا مسكينٌ وبائِسٌ،

فأسرِعْ يا اللهُ إليَّ.

نَصيري ومُنقِذِي أنتَ

فيا ربُّ، لا تَتأخرْ.

 

أفسس 2، 11-22 فاَذكُروا أنتُمُ الذينَ كانوا غَيرَ يَهودٍ في أصلِهِم، أنّ اليَهودَ الذينَ يَعتَبِرونَ أنفُسَهُم أهلَ الخِتانِ بِفِعلِ الأيدي في الجَسَدِ لا يَعتَبِرونَكُم مِنْ أهلِ الخِتانِ. واَذكُروا أنّكُم كُنتُم فيما مَضى مِنْ دُونِ المَسيحِ، بَعيدينَ عَنْ رَعِيّةِ إِسرائيلَ، غُرَباءَ عَنْ عُهودِ اللهِ ووَعدِهِ، لا رجاءَ لكُم ولا إِلهَ في هذا العالَمِ. أمّا الآنَ، فَفي المَسيحِ يَسوعَ صِرتُم قَريبـينَ بِدَمِ المَسيحِ بَعدَما كُنتُم بَعيدينَ فالمَسيحُ هوَ سلامُنا، جعَلَ اليَهودَ وغَيرَ اليَهودِ شَعبًا واحدًا وهدَمَ الحاجِزَ الذي يَفصِلُ بَينَهُما، أيِ العَداوَةَ، وألغى بِجَسَدِهِ شَريعَةَ موسى بأحكامِها ووَصاياها لِـيَخلُقَ في شَخصِهِ مِنْ هاتَينِ الجَماعتَينِ، بَعدَما أحَلّ السّلامَ بَينَهُما، إنسانًا واحدًا جَديدًا ويُصْلِـحَ بَينَهُما وبَينَ اللهِ بِصَليبِهِ، فقَضى على العَداوةِ وجعَلَهُما جسَدًا واحدًا. جاءَ وبَشّرَكُم بالسّلامِ أنتُمُ الذينَ كُنتُم بعيدينَ، كما بَشّرَ بالسّلامِ الذينَ كانوا قَريبـينَ، لأنّ لنا بِه جميعًا سَبـيلَ الوُصولِ إلى الآبِ في الرّوحِ الواحِدِ.

فما أنتُم بَعدَ اليومِ غُرباءَ أو ضُيوفًا، بَلْ أنتُم معَ القِدّيسينَ رَعِيّةٌ واحدَةٌ ومِنْ أهلِ بَيتِ اللهِ، بُنيتُم على أساسِ الرّسُلِ والأنبـياءِ، وحجَرُ الزّاوِيَةِ هوَ المَسيحُ يَسوعُ نَفسُهُ، لأنّ بِه يتَماسَكُ البِناءُ كُلّهُ ويَنمو ليكونَ هَيكلاً مُقَدّسًا في الرّبّ، وبِه أنتُم أيضًا مَبْنيّونَ معًا لِتَصيروا مَسكِنًا للهِ في الرّوحِ.

 

في كثيرٍ من الأحيان يشبه المؤمنون أبناء العالم ويستسلمون للقدر ويعيشون كمن لا رجاء لهم. لذلك يذكّرهم بولس الرسول برجاء الله وبتحقيق الخلاص والمصالحة وإحلال السلام. وهو يشرح لنا كيف يتقرّب الله من شعبه ويوحّد جميع أبنائه ويسهر على مصيرهم. الله لا يزال يكلّم شعبه ويحيي فيه الرجاء بغدٍ مشرق وبالعيش بروح المصالحة التي تحققت بموت يسوع على الصليب وقيامته.

كيف تعترف اليوم برعاية الله وبحنّوه الأبويّ على أبناء شعبه؟ ها هي علامات سهر الله على كنيسته؟

Author

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

For security, use of CloudFlare's Turnstile service is required which is subject to the CloudFlare Privacy Policy and Terms of Use.