اليوم الرابع
لا يقوم شعب الله على التجمّع والسعي إلى أهداف زمنيّة كما هي حال الشعوب والتجمّعات البشريّة. بل هو جماعة المؤمنين المنقادين إلى كلمة الله التي ترشدهم الطريق وتقودهم إلى الغاية المنشودة. وكما في تاريخ شعب الله أي في العهد القديم، كذلك في حياة الكنيسة، شعب الله الجديد، تُصغي الجماعة إلى كلمة الله وتتأمّل في معانيها وتتقصّى مضامينها لتعيش وتسعى إلى تحقيق إرادة الله.
لقد كلّمنا الله في آخر الزمن بابنه الحبيب يسوع المسيح. إنّه العلامة الحسيّة لحضور الله الدائم مع شعبه. لذلك لا يمكن للكنيسة أن تحيا بدون كلمة الله. فكلّ مرّة تعلن الجماعة بشرى الإنجيل الصالحة، بعد أن تستدعي حضور الروح القدس، يكلّمها المسيح بكلامه الحيّ الذي يدلّها على طريق الملكوت ويُرشدها في هذا العالم. بقوّة الروح يملأ كلام الربّ الكنيسة من حياته وقوّته ورجائه.
إرميا 29، 10 – 14 “وقالَ الرّبُّ: عِندَما تَتِمُّ لكُم سَبعونَ سنَةً في بابِلَ أتفَقَّدُكُم وأبُرُّ بِوَعدي لكُم، فأُعيدُكُم إلى هذا المَوضِعِ. أنا أعرِفُ ما نَوَيتُ لكُم مِنْ خَيرٍ لا مِنْ شَرٍّ، فيكونُ لكُمُ الغَدُ الّذي تَرجونَ. فتَدعونَني وتَجيئونَ وتُصَلُّونَ إليَّ فأستَمِع لكُم، وتَطلُبونَني فتَجِدونَني إذا طلَبتُموني بِكُلِّ قُلوبِكُم. وأُوجَدُ بَينَكُم وأُعيدُ لكُم أمجادَكُم وأجمَعُكُم مِنْ بَينِ كُلِّ الأُمَمِ ومِنْ جميعِ المَواضعِ الّتي طَرَدْتُكُم إليها، وأُعيدُكُم إلى المَوضعِ الّذي سَبَيتُكُم مِنهُ.“
إنّ قصد الله وتدبيره لشعبه قصدٌ صالحٌ مبنيٌ على الوعد والعهد. إنّ الله يريد لهم السلام والبلوغ إلى الآخرة والعيش بالرجاء. أعاد الله شعبه من السبي إلى أرض الميعاد لأنّه أصغى إلى صوت صراخهم وشعر بألمهم وأغدق عطفه عليهم. الله إلى جانب شعبه، يجمعه من كلّ الأمم، ليكونوا له شعبًا ويكون هو إلههم الحاضر معهم.
بالمزمور 42، 2-12
كما يَشتاقُ الإِيَّلُ إلى مجاري المياهِ،
كذلِكَ تشتاقُ نفْسي إليكَ يا اللهُ.
3إليكَ، إلى الإلهِ الحيِّ عَطِشَت نفْسي،
فمتى أجِـيءُ وأَرى وجهَ اللهِ؟
4دُموعي خبزي نهارا وليلا،
ويُقالُ لي كُلَّ يومٍ: «أينَ إلهُكَ؟»
5أتَذَكَّرُ فَتَذوبُ نفْسي بـي
كيفَ كُنتُ أعبرُ معَ الجُموعِ
في موكبٍ نحوَ بَيتِ اللهِ،
أقودُهُم بصوتِ التَّرنيمِ والحَمدِ
وبالهُتافِ كأنَّهُم في عيدٍ.
6لماذا تَكتَئبـينَ يا نفْسي؟
لماذا تَئِنِّينَ في داخلي؟
إرتَجي اللهَ لأنِّي سأحمَدُهُ بَعدُ،
مُخلِّصي هوَ وإلهي.
7نفْسي تكتَئِبُ فأذكُرُكَ
مِنْ حَرَمونَ وأرضِ الأردُنِّ
ومِنْ مِصْعرَ، الجبَلِ الصَّغيرِ.
8الغمْرُ يشكو الغمْرَ سقوطَ أمطارِكَ،
أمواجُكَ وتَيّاراتُكَ عَبَرَت عليَّ.
9في النَّهارِ يُضيءُ الرّبُّ رَحمتَهُ،
وفي اللَّيلِ أُنشِدُ وأُصلِّي للإلهِ الحيِّ.
10أقولُ للهِ خالِقي: «لماذا نسيتَني؟
ألأمشيَ بالحِدادِ مِنِ اضطِهادِ العَدُوِّ؟»
11تَرَضَّضَت عِظامي فَعَيَّرني خُصومي،
ونهارا وليلا يقولونَ: «أينَ إلهُكَ؟»
12لِماذا تكتَئِبـينَ يا نفْسي؟
لِماذا تَئِنِّينَ في داخلي؟
إرتَجي اللهَ لأنِّي سأحمَدُهُ بَعدُ،
مُخلِّصي هوَ وإلهي.
رومة 15، 7-13 “فاَقبَلوا بَعضُكُم بَعضًا لِمَجدِ اللهِ كما قَبِلكُمُ المَسيحُ. وأنا أقولُ لكُم إنّ المَسيحَ صارَ خادِمَ اليَهودِ ليُظهِرَ أنّ اللهَ صادِقٌ ويَفِـيَ بِما وعَدَ بِه الآباءَ. أمّا غَيرُ اليَهودِ فيُمجّدونَ اللهَ على رَحمَتِهِ، كما جاءَ في الكِتابِ: «لذلِكَ أُسبّحُ بِحَمدِكَ بَينَ الأُمَمِ، وأُرتّلُ لاَسمِكَ». وجاءَ أيضًا: «إفرَحي أيّتُها الأُمَمُ معَ شَعبِ اللهِ! » وأيضًا: «سَبّحوا الرّبّ يا جميعَ الأُمَمِ! مَجّدوهُ يا جميعَ الشّعوبِ!» وقالَ إشَعْيا: «سيَظهَرُ فَرعٌ مِنْ أصلِ يَسّى، يَقومُ لِـيَسودَ الأُمَمَ وعلَيهِ يكونُ رَجاءُ الشّعوبِ».
فلْيغمُرْكُم إلهُ الرّجاءِ بالفرَحِ والسّلامِ في الإيمانِ، حتى يَفيضَ رَجاؤُكُم بِقُدرَةِ الرّوحِ القُدُسِ!
بسرّ التجسّد صار الابن يسوع المسيح، كلمة الله، خادمًا للإنسانيّة في سبيل خلاصها. به تحقّقت مواعيد الله للآباء منذ إبراهيم وإسحاق ويعقوب… وامتدّت إلى جميع الأمم لأنّ الله يريد أنّ جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحقّ يبلغون. المسيح، كلمة الآب، هو رجاء شعب الله ورجاء الأمم. بالمسيح غمرنا الله الآب، إله الرجاء، بالفرح والسلام، وأفاض في نفوسنا الرجاء بقوّة الروح القدس.
كيف تعيش الكنيسة الرجاء في أيامنا وكيف تنمّي رجاءها بالإصغاء إلى كلمة الله؟